المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في المغرب : دورها وأهدافها

 المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في المغرب : دورها وأهدافها

تُعد المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في المغرب إحدى المؤسسات الحيوية التي تُعنى بتطبيق السياسة الجنائية للمملكة وضمان إعادة إدماج السجناء في المجتمع. تأسست هذه المؤسسة استجابة للحاجة إلى تحسين ظروف الاحتجاز وتطوير استراتيجيات تهدف إلى تقليل معدل العودة إلى الإجرام، من خلال تأهيل السجناء نفسيًا واجتماعيًا.

مهام المندوبية العامة

تهدف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الأساسية، منها:

  1. إدارة السجون وضمان الأمن: تعمل المندوبية على إدارة أكثر من 70 مؤسسة سجنية موزعة عبر التراب الوطني، مع الحرص على توفير بيئة آمنة ومستقرة داخل السجون.

  2. تحسين ظروف الاحتجاز: تسعى المندوبية إلى احترام حقوق الإنسان من خلال تحسين ظروف السجناء وتوفير خدمات صحية، غذائية، وتعليمية تتماشى مع المعايير الدولية.

  3. التأهيل وإعادة الإدماج: تُقدِّم المندوبية برامج تعليمية ومهنية للسجناء، تشمل التعليم الأساسي، التدريب المهني، والأنشطة الثقافية والفنية، بهدف تمكينهم من الاندماج في المجتمع بعد قضاء عقوبتهم.

  4. الحد من العودة إلى الجريمة: من خلال التركيز على التأهيل الشامل للسجناء، تعمل المندوبية على تقليل نسبة العود، مما يساهم في تعزيز الأمن المجتمعي.

الهيكلة التنظيمية

تشرف المندوبية على تسيير المؤسسات السجنية عبر هيكلة تنظيمية مُحكمة، تشمل:

  • الإدارة المركزية: تُحدد السياسات العامة وتُتابع تنفيذها.
  • الإدارات الجهوية: تدير المؤسسات السجنية على المستوى المحلي.
  • الموظفون: يتولى فريق متكامل من الموظفين الأمنيين والاجتماعيين والطبيين تنفيذ المهام اليومية.

برامج التأهيل وإعادة الإدماج

تُعد برامج إعادة الإدماج محور اهتمام المندوبية، حيث تقدم مجموعة من الأنشطة والخدمات تشمل:

  1. التعليم والتكوين المهني: تمكّن السجناء من اكتساب مهارات جديدة في مجالات مثل الحرف اليدوية، الزراعة، والتكنولوجيا.

  2. الدعم النفسي والاجتماعي: تُوفر المندوبية خدمات استشارية ونفسية لمساعدة السجناء على تجاوز المشاكل النفسية والاجتماعية التي يعانون منها.

  3. المبادرات الثقافية والدينية: تُنظم أنشطة ثقافية ودينية تُساهم في تعزيز القيم الإيجابية لدى السجناء.

التحديات

رغم الجهود المبذولة، تواجه المندوبية مجموعة من التحديات:

  1. الاكتظاظ: تُعاني بعض المؤسسات من اكتظاظ كبير، مما يؤثر على جودة الخدمات المقدمة.

  2. التأهيل المستدام: يتطلب تحقيق نتائج ملموسة في برامج التأهيل موارد مالية وبشرية إضافية.

  3. الاندماج المجتمعي: لا يزال بعض السجناء يواجهون صعوبة في العودة إلى الحياة الطبيعية بسبب الوصمة الاجتماعية.

الرؤية المستقبلية

تسعى المندوبية إلى تحقيق تحول نوعي في إدارة السجون بالمغرب، من خلال:

  • تبني تقنيات حديثة: مثل الرقمنة لتحسين كفاءة إدارة السجون.
  • تطوير الشراكات: مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية لدعم برامج التأهيل.
  • تعزيز البنية التحتية: من خلال بناء مؤسسات جديدة تخفف من حدة الاكتظاظ.

وتُمثل المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج نموذجًا هامًا في مجال إصلاح السجون في المنطقة. وبرغم التحديات، فإنها تُواصل العمل على تحقيق رسالتها في تأهيل السجناء وإعادة إدماجهم بما يساهم في بناء مجتمع آمن ومستدام.

تعليقات